بسم الله الرحمن الرحيم
لا بأس من التزود بحلال الدنيا ليساعد على التزود للآخرة،
وهذه هي نظرة المؤمن لهذه الإجازة،
و لذلك فالناس في هذه الأيام منقسمون إلى قسمين:
قسم عرف أن هذه إجازة وضعت بعد عناء فصل دراسي
فأخذ أبناءه إلى رحلة لطيفة مباحة بعيدة عن الشبهات والمعاصي
أو أخذ أبناءه إلى بيت الله الحرام أو إلى مسجد الحبيب صلى الله عليه وسلم
واستغل إجازته في طاعة الله وتقرب إلى الله،
فنعم القوم هم،
وبارك الله في ابن تذكر والده أو والدته فزارها في هذه الإجازة،
أو قريب تذكر رحمه في هذه الأيام فوصلها،
فكسب بذلك الحسنى ((من أحب أن يبسط له في رزقه و ينسأ له في أثره فليصل رحمه)).
وقسم آخر عرف أن هذه إجازة أيام وتنقضي،
فنكس حساباته،
وأعمى بصيرته ،
فقضاها في الحرام،
ضياع وفجور ولهو ،
وعن ذكر الله سهو،
خرج إلى حيث اختلاطات البشرية،
وانكشاف محارم الناس،
أضاع دنياه وأخراه،
أو ذهب إلى فضائل الأعمال،
وقد عق والديه، وقطع رحمه،
وأفسد أهله وعشيرته،
فمثل هذا، أنقل له بشرى بلعنة الله الماحقة لأعماله
(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى ٱلأرْضِ وَتُقَطّعُواْ أَرْحَامَكُمْ أَوْلَـئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَـٰرَهُمْ (
أصمهم وأعمى أبصارهم،
فيسمعون المواعظ ولا يتعظون،
والزواجر فلا ينزجرون،
كأن الكلام لا يعنيهم،
وكأن الموت لا يأتيهم،
تالله ووالله إنهم لفي ظلمات يعمهون،
وفي ضلالة يسيرون،
دعاؤهم لا يستجاب،
وبرهم لا يرفع،
وقلوبهم لا تخشع،
كأنما أشربت قلوبهم الدنيا فصارت لهم زاداً وشراباً،
وكأنما نسوا المرجع إلى الله، فكانوا لا يرجون حساباً،
فيا أيها الأخوة :
أيام العمر قليلة،
وأقل منها أيام الإجازة،
ووالله إنها لشاهدة لكم أو عليكم
فاعمروها بالطاعات، قبل أن تهدمكم بالسيئات،
واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله،
ثم توفى كل نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون
والصلاوة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم